Pages - Menu

Kamis, 18 Februari 2016

II - Metodologi Penelitian - البحث النوعي

البحث النوعي



اسم المقرر       : منهج البحث العلمي
المدرس           : الدكتور محمد عبد الحميد
إعداد            : بايو كس فير ينطا (14720081)
أحمد زين الله (14720087)




Description: Description: F:\DATA VISUAL\ARSIP GAMBAR\Logo Maulana\LOGO UIN MMI trans .png
 









قسم تعليم اللغة العربية
كلية الدراسات العليا
جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية مالانج

2015


تمهيد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الألسنة واللغات، واضع الألفاظ للمعاني بحسب ما اقتضته حكمة البالغات، الذي عّلم آدم الأسماء كّلها، وأظهر بذلك شرف اللغة وفضلها. نشكره على فضله المتوال، ونسأله جزيل النوال، والثبات في الحال والمآل، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد أفصح الخلق لسانا وأعربهم بيانا، أشرف الخلائق عجما وعربا وأزكاهم حسبا ونسبا، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وقد منّ الله علينا بالانتهاء من إعداد هذه الدراسة، فله سبحانه ألهج بالحمد والثناء، فلك الحمد يا رب حتى ترضى، على جزيل نعمك وعظيم عطائك ويشرفنا. –بعد حمد الله تعالى– أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى جميع من كان لهم فضل في إعداد هذه الدراسة ومن شارك في المراجعة، ومن زودنا بأرائه وجميع الزملائ الذين يساعدوننا مساعدة نافعة.
والله ولي التوفيق، فحسبي أن أدعو الله تعالى عسى أن يجزيهم بأحسن ما عملوا ونسأله التوفيق والرحمة.

مالانج، 8 مايو 2015 م.


نحن كالمقدمين


المحـتويـات


صفحة الغلاف
تمهيد................................................................... أ
المحتويات............................................................... ب
الفصل الأول
مقدمة
‌أ-            الخلفية............................................................ 1
‌ب-      الأسئلة........................................................... 2
‌ج-       الأهداف......................................................... 2
الفصل الثاني
البيانات
‌أ-            مفهوم البحث النوعي........................................... ... 3
‌ب-      مشكلات البحث في البحث النوعي.................................. 4
‌ج-       الإطار النظري في البحث النوعي..................................... 5
‌د-          أدوات البحث النوعي............................................... 7
‌ه-        طرق جمع البيانات في البحث النوعي.................................. 8
1-        المقابلة...................................................... 8
2-        الملاحظة.................................................... 9
3-        تحليل الوثائق................................................. 10
‌و-          تحليل البيانات في البحث النوعي..................................... 11

الفصل الثالث
خاتمة
‌أ-            ملخص....................................................... ... 13
قائمة المراجع
‌أ-            الكتب العربية...................................................... 14
‌ب-      الكتب الأجنبية ................................................... 14


الفصل الأول
مقدمة


‌أ-           الخلفية
إن العديد من الباحثين المبتدئين يقعون في حيرة في فهم مناهج البحث، وذلك يؤدي إلى الخلط في استخدام الطرق البحثية بدون وعي لافضل استخدام لها، أو ربما يؤدي إلى أخطاء تؤدي بالبحث إما للضعف أو للرفض من قبل المحكمين لمخالفته المشهور من التوجهات العالمية في طرق البحث.
وفي البحوث الاجتماعية استقر كثير من العلماء على منهجيتين أساسيتين: المنهج الكمي المنهج النوعي. المنهج الكمي ينطلق من الفلسفة الوضعية وهو يهتم في المقام الأول بأن الحقيقة واحدة، ويهتم بمدى قياس هذه الحقيقة، لذا تجده يهتم كثيرا بأدوات القياس والاختبار.
وإن البحث النوعي يعتمد على الفلسفة القائلة بأن الحقيقة ليست واحدة وأنها متعدده ومتغيره وتتشكل وتبنى تباعا لفهم مجموعة من الناس او الافراد، لذا فتجد أن في المنظمة الواحدة عديد من الافكار والحقائق حول موضوع واحد. يعتمد المنهج النوعي على رؤيته من خلال المحتوى الذي يبنى فيه مشكلة البحث، ويزداد الفهم بقدر التجربة والتطبيق. إن السياقات التي تكون موضوع البحث ليست مفتعلة بل هي في سياقها الطبيعي، لذا على الباحث أن يغوص في أعماقها حتى يفهمها ككل.
وخروجا من هذا الإشكال الكبير، تسعى هذه الدراسة أو المقالة إلى معرفة القارئ بالمفاهيم العميقة المتعلقة بالبحث النوعي في مجال الاجتماعية والتربوية من خلال مفهومه وخصائصه العامة وإجراءاته التى ينبغى اتخاذها من اختيار المشكلات والإطار النظري وجمع البيانات وتحليلها. 

‌ب-     الأسئلة
ومن الخلفية القائمة مما سبق، فيقوم هذه الدراسة بأسئلة تالية، هي:
1-        ما مفهوم البحث النوعي؟
2-        أي مشكلات البحث في البحث النوعي؟
3-        أي الإطار النظرية في البحث النوعي؟
4-        أي أدوات البحث النوعي؟
5-        كيف طرق جمع البيانات في البحث النوعي؟
6-        كيف تحليل البيانات في البحث النوعي؟

‌ج-       الأهداف
يهدف هذه الدراسة إلى توفير النتائج التالية:
1-        معرفة مفهوم البحث النوعي.
2-        معرفة أي مشكلات البحث في البحث النوعي.
3-        معرفة أي الإطار النظرية في البحث النوعي.
4-        معرفة أي أدوات البحث النوعي.
5-        معرفة طرق جمع البيانات في البحث النوعي.
6-        معرفة تحليل البيانات في البحث النوعي.



الفصل الثاني
البيانات


‌أ-           مفهوم البحث النوعي
يعرف بوكدام و بكلين (1998)[1] أن البحث النوعي qualitative research منهجية في البحث في العلوم الاجتماعية تركز على وصف الظواهر والفهم الأعمق لها، ويختلف عن البحث الكمي الذي يركز عادة على التجريب وعلى الكشف عن السبب أو النتيجة بالاعتماد على المعطيات العددية. فالسؤال المطروح في البحث النوعي سؤال مفتوح النهاية ويهتم بالعملية والمعنى أكثر من اهتمامه بالسبب والنتيجة.
وقد اتخذ البحث النوعي عدة أسماء،[2] منها البحث الطبيعيnaturalistic ، لأنه يهتم بدراسة الظواهر في سياقها الطبيعي، وقد يسمى البحث التفسيري، لأنه لا يكتفي بالوصف فقط بل يتعدى ذلك للتحليل والتفسير، وقد يسمى، خاصة في مجال دراسات علم الإنسان، العمل الميداني fieldwork، ويسمى أحيانا في هذا المجال أيضا الإثنوجرافي. وهناك فرق بينه وبين (البحث الوصفي) الذي يأتي ضمن أنواع البحث الكمي، أن البحث الوصفي يعتمد بدرجة أساس على الأرقام والاستبانات.
هناك أنواع متعددة من البحث تدخل تحت مسمى البحث النوعي، وهذا ناتج عن تنوع أهداف البحث النوعي، فتارة يكون هدف البحث النوعي تأسيس نظرية grounded theory، وتارة يكون الهدف بناء المفاهيم أو التعرف عليها، وربما كان الهدف الوصف. إلا أنه رغم هذا التباين في الأهداف فإن كل هذه الأنواع تتفق على أن المقصد هو "الفهم" الأعمق لسلوك الإنسان وخبراته، ووصف عمليات بناء المعاني التي يستخدمها الناس وما هي تلك المعاني. فعلى النقيض مما هو موجود في البحث الكمي، فالبحث النوعي لا يسعى لجمع "حقائق" عن سلوك الإنسان يتحقق منها على ضوء نظرية معدة، تمكن العلماء من التنبؤ بسلوك الإنسان، من خلال التعميم، بل في البحث النوعي ينظر إلى سلوك الإنسان على أنه من التعقيد بحيث يصعب فهمه بهذه الطريقة. فالنظر للبحث من خلال منظور السبب والنتيجة أو التنبؤ يؤثر سلبا في قدرة الباحث النظر بشكل أعمق للمعاني التي يتضمنها سلوك الإنسان.[3]

‌ب-     مشكلات البحث في البحث النوعي
إن كل البحوث سواء كانت الكمية أو النوعية تنشأ دائما من المشكلات. ولكن هناك الفرق الأساسي بين المشكلات في البحث الكمي والمشكلات في البحث النوعي. كان المشكلات في البحث الكمي التي يتعين حلها من خلال البحث تجب أن تكون واضحة ومحددة، وتعتبر دون تغيير. ولكن المشكلات في البحث النوعي من قبل الباحثين هي مجردة أو مبهمة ومعقدة ومتزايد أكثر. لذا، فإن المشكلات في البحث النوعي مؤقتة ومبدئية وسوف تزايد أو تتغير بعد أن أقامه الباحث في هذا الميدان.[4]
في البحث النوعي، واحتمال تغيير المشكلات كبيرة جدا، بعد أن قام الباحث في الميدان لأن البحث النوعي يجري متابعةً ويدور بما يحدث في الواقع الاجتماعي بميدان البحث. هذا هو الطبيعة الخاصة في البحث النوعي الذي هو طبيعي(naturalistic). ومن ثم، فإن حقيقة ما يحدث في الواقع أهم من التصميم الذي قدمه الباحث في البداية. وبما يبرز بالعبارة أن الجهة الواقعية (emic) أفضل من الجهة أخلاقية.[5]
وقد تقع ثلاثة احتمالات للمشكلات في البحث النوعي. أولا، المشكلة لدي الباحث تكون ثابتة، وبالتالي أن من بداية الدراسة حتى نهايتها نفس المشكلة، ولذلك فإن عنوان خطة البحث وعنوان تقرير البحث نفس العنوان. ثانيا، قد تتطور مشكلة البحث بأن تتوسع أو تتعمق ما التي تم إعدادها. وبالتالي لا تتغير المشكلة كثيراً جداً وسيتم إكمال عنوان البحث. ثالثا، قد تتغير المشكلة تماماً حين دخل الباحث في الميدان فينبغي أن يحل المشكلة. وهكذا فإن عنوان خطة البحث وعنوان تقرير البحث غير نفس وأصبح تغيير العنوان.[6]

‌ج-       الإطار النظري في البحث النوعي
ولقد اعترف أن جميع البحوث هي عملية علمية، فلازم على الباحث أن يتقن بالنظرية. فيجب أن تكون النظرية القائمة في البحث الكمي واضحةً، لأن هذه النظرية سوف تعمل على توضيح مشكلة البحث، وباعتبارها الأساس لصياغة الوفرضيات، وكمرجع لوضع أداة البحث. لذا، يجب أن تكون النظرية الأساسية في خطة البحث الكمي واضحةً، يعني ما نظرية سوف تستخدم.[7]
ولكأن مشكلة البحث النوعي هي مؤقتة، فالنظرية المستخدمة في إعداد الخطة البحث النوعي مؤقتة أيضاً، وسيتم تزايدها أو تطورها بعد أن يقوم الباحث بدخول الميدان أو الإطار الاجتماعي. وفيما يتعلق بالنظرية، إذا كان في البحث الكمي هو لاختبار الفرضية أو النظرية، بينما في البحث النوعي هو لإيجاد النظرية.[8]
ولا يقصد وضع النظرية في البحث النوعي لاختبارها أو لأن تكون إجابة على المشكلة القائمة، ولكن يتم وضع النظرية كوجهة نظر المتوقعة بأن تساعد على فهم المشكلة التي يجري بحثها. إذن، النظرية في البحث النوعي أكثر سلبية من النظرية في البحث الكمي.[9]
ويلزم توازن عدد النظرية وعدد المتغيرات في البحث الكمي، بينما في البحث النوعي الذي هو كلي (holistic)، يجب أن تكون النظرية هناك متعددة في البحث النوعي، أي أكثر كثيرا لأن هذه النظرية فقد تكيفت على الظواهر الواقعية في ذلك الميدان. وبذلك أن الباحث سيصير أكثر حرفية إذا أتقن كل النظرية لعل اكتشافاته سوف تصبح أوسع، وأن يكون أداة البحث جيدا. ودور النظرية للباحث النوعي هنل أن تكون بمثابة الفهم للسياق الاجتماعي بشكل وسيع وعميق. ومهما يطلب من قبل الباحث النوعي إتقان النظرية الواسعة والعميقة، ولكن ينبغي عليه أن يكون قادر على اطلاق سراح النظرية في إجراء بحثه، ولا يستخدمها كدليل لوضع الأدوات للمقابلة والملاحظة. ويطلب منه جمع البيانات استنادا إلى ما يُقال، ويُرى وما قامه المشاركين أو مصادر البيانات. وينبغي على الباحث النوعي أن يتوجه نظره إلى الوجهة الواقعية (emicيعني أن يحصل البيانات ليست حسب الأخلاقية، وليس على ما في عقل الباحث، ولكنه استنادا على ما يحدث في الميدان، أي أشياء التي شاهدها وشعرها ويعتقدها من قبل المشاركين أو مصدر البيانات.[10]

‌د-         أدوات البحث النوعي
يقول سوغيونو[11] أن أداة البحث النوعي هي الباحث نفسه. فإن الباحث كأداة البحث النوعي ينبغي أن يصدّق مدى الباحث على استعداده لإجراء هذا البحث حينما وصل إلى الميدان. التصديق للباحث كما هو أداة البحث يتضمن على فهمه في إجراءات البحث النوعي وخبرته في موضوع البحث واستعداده لدخول ميدان البحث، سواء كان من الناحية الأكاديمية والخدمات اللزومية. والذي يقوم بالتصديق هو الباحث نفسه، من خلال تقييم مدى خبراته في إقامة البحث النوعي، و تعقيده حسب النظرية في موضوع البحث وكذلك استعداده ولوازمته في دخول الميدان.
ومحل الباحث كأداة البحث لجمع البيانات شديد التعقيد، وذلك لأنه يفعل من المخطط والمنفذ وجامع البيانات ومحللها ومفسّرها وكذلك مقدم عن نتائج بحثه. فبنسبة مقام الباحث كأداة البحث، يجب أن يكون الباحث مستجاباً وضبطاً بسرعة ومركّزاً على سلامة ومستناداً إلى اتساع المعلومات ومعالجَ البيانات بشكل سريع ومستفيداً من الفرص المتاحة دائماً.[12]
وكما يقال مما سبق أن أداة البحث النوعي الرئيسية هي الباحث نفسه، وبالتالي بعد أن أصبح البحث مركزاً أو واضحاً، فمن الممكن أن يتبعه تطوير أداة البحث البسيطة التالية، التي يراد بها أن تكمل البيانات ومقارنتها مع البيانات التي تم اكتشافها من خلال الملاحظات والمقابلات.[13]
الباحث هو الأداة الرئيسية في جمع البيانات وتحليلها. والأدوات الأخرى مثل الاستبيانات والاختبارات والأفلام والأشرطة وغيرها كمجرد الأدوات إذا كان ذلك ضرورياً، وليس كالأدوات البديلة، بل الباحث نفسه أنه العامل بدقة الخبرات بالميدان.[14]

‌ه-       طرق جمع البيانات في البحث النوعي
هناك ثلاث طرق أساسية لجمع المعلومات: المقابلة، والملاحظة، ودراسة الوثائق. وشرحها كما يلي:[15]
1-        المقابلة
تعد المقابلة من الطرق الرئيسية لجمع المعلومات في البحث النوعي. فعن طريق المقابلة يستطيع الباحث أن يتعرف على أفكار ومشاعر ووجهات نظر الآخرين. كما تمكن هذه الطريقة الباحث من إعادة بناء الأحداث الاجتماعية التي لم تلاحظ مباشرة. وأنواعها كما يلي:
1)         المقابلة المنظمة: وفيها يتم سؤال المشارك سلسلة من الأسئلة المعدة سلفا، والتي سبق وحددت أنماط إجابتها، فهناك قدر ضئيل من التنوع في الأجوبة. وقد تستخدم هنا الأسئلة المفتوحة. وفي المقابلات المنظمة يتلقى جميع المشاركين الأسئلة نفسها وبنفس الترتيب والطريقة. ويكون دور الباحث محايدا. وطبيعة هذا النوع من المقابلات يركز على الأجوبة العقلانية وليس على الأجوبة العاطفية.
2)         المقابلة غير المنظمة: وهي مقابلة غير مقننة، ذات أسئلة مفتوحة وعميقة.  في المقابلة غير المنظمة، يكون دور الباحث أقرب لمدير الحوار أكثر منه مقابلا. وهذا النوع يمكن الباحث من فهم تفكير المشارك وسلوكه دون إسقاط فرضيات الباحث السابقة أو تصنيفاته عليه، والتي قد تحد من أقوال المشاركين.
3)         المقابلة الجماعية: هي المقابلة التي يعمل فيها الباحث مع مجموعة من الناس في وقت واحد.  في هذا النوع يكون دور الباحث إدارة الحوار وتسهيل جريانه وانسيابيته، ومهمته تسجيل التفاعل الذي يدور بين المشاركين، وهذا يتطلب مهارات في إدارة الحوار وتوجيهه الوجهة المرادة. وقد تكون المقابلة الجماعية منظمة، أو غير منظمة. والمقابلة الجماعية قد تظهر جوانب من الحالة المدروسة ربما لا تظهر في أنواع المقابلات الأخرى، وذلك نتيجة لما يعطيه التفاعل بين آراء المشاركين ومشاعرهم وخبراتهم من إثراء للمقابلة وقدح لأفكار الآخرين من المشاركين. 
2-        الملاحظة
الطريقة الأساسية الثانية لجمع المعلومات في البحث النوعي هي الملاحظة. للملاحظة تاريخ عريق في العلوم الاجتماعية. ولها أهمية كبيرة في البحث التربوي بشكل خاص. فكثير من المواقف التربوية تحتاج إلى أن يقوم الباحث بملاحظتها في وضعها الطبيعي وتسجيل ما يرى ويسمع مما يجري فيها في حياتها اليومية الطبيعية. ففي هذه الطريقة لا يتدخل الباحث في شئون الفئة المراد بحثها، كما في بعض طرق البحث، بل يلاحظ ما يدور فعلا في الوضع الطبيعي.
والملاحظة قد تكون كمية (منظمة) وقد تكون نوعية غير منظمة. ففي الملاحظة الكمية يقوم الباحث بالملاحظة ويسعى لجمع معلومات رقمية (كمية) غالبا عن طريق أداة معدة سلفا. فمثلا يقوم بتسجيل عدد الأسئلة التي يلقيها المعلم، وعدد الطلاب المشاركين في الفصل، أو حساب الوقت الذي يستغرقه المعلم في الحديث، ونحو ذلك. فالملاحظ/الباحث يهتم غالبا بتسجيل أرقام، وقد سبق وأعد نماذج لذلك.
أما الملاحظة النوعية فهي أقل تنظيما من ذلك، فالملاحظ/الباحث لا يستخدم تصنيفات وأنماط محددة سلفا، بل يسجل ملاحظاته بشكل طبيعي ومسترسل ومفتوح، فيقوم بتسجيل الواقع كما يحدث. والفكرة الأساسية هنا هي أن التصنيف والتوصيف الذي تتعرض له المعلومات الناتجة عن الملاحظة ستظهر بعد جمع المعلومات وتحليلها، بدلا من أن تفرض تعسفا على المعلومات أثناء عملية الملاحظة.
وعندما تكون الملاحظة غير منظمة فإن عملية الملاحظة تنشأ من خلال سلسلة من العمليات المختلفة. فتبدأ باختيار الوضع المراد ملاحظته وتحديد طريقة الوصول إليه ثم بدء عملية الملاحظة والتسجيل. ومع تقدم الدراسة أوالبحث تتغير طبيعة الملاحظة بحيث تزداد تركيزا مما يؤدي إلى مزيد من الدقة والوضوح في أسئلة البحث، وهذا بدوره يؤدي أيضا إلى دقة أكثر في اختيار مواضع الملاحظة. وتستمر الملاحظة وجمع المعلومات حتى يحصل للباحث ما يسمى بالإغراق (التشبع) النظري، وهي الحالة التي يحس فيها الباحث أن الملاحظة لم تعد تأتي بجديد، بل تكرار لما سبق.
3-        تحليل الوثائق
الطريقة الأساسية الثالثة لجمع المعلومات في البحث النوعي تحليل الوثائق. تعتبر الوثائق التاريخية أو الحديثة مصدرا مهما للبحث التربوي النوعي. فمن خصائص المجتمع الحديث التوثيق. فالتقارير التي يكتبها المشرفون التربويون كل عام، والتوجيهات الي يدونونها في سجلات المدارس عند زيارتها، وما يكتبه المعلمون والخبراء من تقارير وبحوث وملاحظات، وما يصدر من تقارير وتوجيهات رسمية. بل ما قد يكتبه الطلاب في دروس الإنشاء أو في رسائلهم للمعلمين. كل هذه تعتبر وثائق مهمة للباحث ويستطيع من خلال دراستها وتحليلها التوصل إلى نتائج مهمة ومفيدة.
وقد يدخل في تحليل الوثائق ـ خاصة في بعض أنواع البحث النوعي، مثل البحث الإثنوجرافي ـ دراسة الصور والأعمال الحرفية اليدوية وكل ما يتعلق بالثقافة وأنماط الحياة الاجتماعية.

‌و-         تحليل البيانات في البحث النوعي[16]
مرحلة تحليل البيانات هي المرحلة الحاسمة في البحث النوعي، وهي التي تعطي لهذا النوع ميزته، وتعطيه طعما خاصا وممتعا وتجعله مجالا للإبداع في التحليل والتركيب. وهي المرحلة التي يتميز فيها الباحث الخبير عن غيره. كما أنها المرحلة التي يختلف فيها البحث النوعي عن البحث الكمي بشكل واضح، ففي البحث الكمي يعتمد التحليل بالأساس على العمليات الإحصائية، بسيطة كانت مثل المتوسطات والتكرارت، أو المعقدة مثل تحليل التباين، بأنواعه، والقياسات المتكررة ونحوها. بينما التحليل في البحث النوعي أكثر عمقا وأبعد في سبر أغوار الظاهرة المراد بحثها.
متى تبدأ عملية التحليل؟ يبدأ التحليل بشكل أو بآخر مع بداية جمع البيانات بحيث ينتهي تقريبا بعد نهاية جمع البيانات بقليل. وهذا غالبا ما يقوم به الباحثون الميدانيون الخبراء المتمرسون في البحث النوعي. فعملية جمع البيانات لا بد أن يتخللها نوع من التحليل، ولو بشكل مبدئي. أما مرحلة التحليل الخالص فتكون بعد الانتهاء من جمع البيانات. ولذا فمن المرجح أن يقوم الباحث خاصة المبتدئ بالتركيز على جمع البيانات واستكمالها، ثم يتفرغ لعملية التحليل بعد ذلك. وتنتهي مرحلة جمع البيانات عادة بكم كبير ومتنوع من البيانات، تشمل نصوص المقابلات، والملاحظات الميدانية والتعليقات المبدئية عليها، بالإضافة إلى وثائق متنوعة كثيرة تتعلق بموضوع البحث. ويبدو لأول وهلة أن تحليل المواد المجموعة وتفسيرها واستخراج معانيها أمرا شاقا. وكثيرا ما يجد الباحث المبتدئ نفسه في حالة ذهول ـ وربما إحباط ـ أمام هذا الكم الهائل من البيانات. لكنها بالنسبة للباحث الخبير والملم بموضوع بحثه تكون ثروة معلوماتية ومصدرا للإبداع والتعمق في التحليل.
تحليل البيانات هي العملية المنظمة للبحث في نصوص المقابلات والملاحظات الميدانية والمواد الأخرى التي جمعت من خلالها البيانات وتنظيمها لزيادة فهم الباحث لها وليتمكن من تقديم ما اكتشفه للآخرين. ويشتمل التحليل على العمل مع البيانات وترتيبها وتقسيمها إلى وحدات يمكن التعامل معها وتركيبها synthesize بحثا عن أنماط patterns وأنساق واكتشاف ما هو المهم وما يمكن أن يستفاد من تلك البيانات.
وليس من الجيد بدء  عملية التحليل بعد الانتهاء من جمع البيانات مباشرة، بل ربما كان من المفيد ترك البيانات قليلا والانشغال بشيء آخر، وذلك لطرد الملل عن نفس الباحث من ناحية، ولكي يخرج الباحث من جو البحث قليلا لكي لا يقرأ ما في ذهنه أثناء قراءاته للبيانات. لكن ليس من الجيد أيضا أن تطول فترة الابتعاد، حتى لا ينسى الباحث السياقات التي جمعت فيها البيانات، والتي تفيد كثيرا في وضع الملاحظات على تلك البيانات.



الفصل الثالث
خاتمة


أ‌-           الملخص
إن البحث النوعي qualitative research هو المنهج في البحث في العلوم الاجتماعية تركز على وصف الظواهر والفهم الأعمق لها. والمشكلات في البحث النوعي من قبل الباحثين هي مجردة أو مبهمة ومعقدة ومتزايد أكثر. لذا، فإن المشكلات في البحث النوعي مؤقتة ومبدئية وسوف تزايد أو تتغير بعد أن أقامه الباحث في هذا الميدان. وكذلك النظرية القائمة في إعداد الخطة البحث النوعي مؤقتة، وسيتم تزايدها أو تطورها بعد أن يقوم الباحث بدخول الميدان أو الإطار الاجتماعي.
فأداة البحث النوعي هي الباحث نفسه. ومحل الباحث كأداة البحث لجمع البيانات شديد التعقيد، وذلك لأنه يفعل من المخطط والمنفذ وجامع البيانات ومحللها ومفسّرها وكذلك مقدم عن نتائج بحثه. والأدوات الأخرى مثل الاستبيانات والاختبارات والأفلام والأشرطة وغيرها كمجرد الأدوات إذا كان ذلك ضرورياً.
وأما أماطرق أساسية لجمع البيانات: المقابلة، والملاحظة، ودراسة الوثائق. ومرحلة تحليلها هي العملية المنظمة للبحث في نصوص المقابلات والملاحظات الميدانية والمواد الأخرى التي جمعت من خلالها البيانات وتنظيمها لزيادة فهم الباحث لها وليتمكن من تقديم ما اكتشفه للآخرين.


قائمة المراجع


الكتب العربية
ثائر أحمد غباري. البحث النوعي في التربية وعلم النفس. (عمان: مكتبة المجتمع العربي. 2009)

الكتب الأجنبية
Sugiyono. 2008. Memahami Penelitian Kualitatif. Bandung: CV. ALFABETA
Moh. Kasiram. 2008. Metodologi Penelitian Kualitatif-Kuantitatif. Malang: UIN-MALIKI Press


[1] ثائر أحمد غباري. البحث النوعي في التربية وعلم النفس. (عمان: مكتبة المجتمع العربي. 2009). ص: 33
[2] نفس المرجع. ص: 33
[3] ثائر أحمد غباري. البحث النوعي في التربية وعلم النفس. ص: 34
[4] Sugiyono. 2008. Memahami Penelitian Kualitatif. Bandung: CV. ALFABETA. Hlm: 30
[5] Moh. Kasiram. 2008. Metodologi Penelitian Kualitatif-Kuantitatif. Malang: UIN-MALIKI Press. Hlm: 233-234
[6] Sugiyono. 2008. Memahami Penelitian Kualitatif. Hlm: 30
[7] Ibid. Hlm: 47
[8] Sugiyono. 2008. Memahami Penelitian Kualitatif. Hlm: 47
[9] Moh. Kasiram. 2008. Metodologi Penelitian Kualitatif-Kuantitatif. Hlm: 236
[10] Sugiyono. 2008. Memahami Penelitian Kualitatif. Hlm: 47
[11] Sugiyono. 2008. Memahami Penelitian Kualitatif.  Hlm: 59
[12] Moh. Kasiram. 2008. Metodologi Penelitian Kualitatif-Kuantitatif. Hlm: 177
[13] Sugiyono. 2008. Memahami Penelitian Kualitatif. Hlm: 61
[14] Moh. Kasiram. 2008. Metodologi Penelitian Kualitatif-Kuantitatif. Hlm: 179
[15] ثائر أحمد غباري. المرجع السابق. ص: 39-43
[16] ثائر أحمد غباري. المرجع السابق. ص: 43-44

Tidak ada komentar:

Posting Komentar